| | |

75 عامًا على تأسيس وكالة الأونروا

خمسة وسبعون عامًا مرت على تأسيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا المؤسسة الدولية التي وُجدت لتكون ملاذًا للاجئين الفلسطينيين في أصعب الظروف وشاهدًا على النكبة.

طوال هذه العقود حملت الوكالة على عاتقها مسؤولية التعليم والصحة والإغاثة وكانت بالنسبة لملايين الفلسطينيين طوق نجاة في مواجهة حرمان مستمر وأزمات متلاحقة. لكن التاريخ الطويل لم يمنع الأزمات من التراكم ولم يحل مشاكل اللاجئين المستمرة خصوصًا في المخيمات التي تعيش ظروفًا مأساوية تتجاوز مجرد نقص الخدمات إلى إخفاقات في البنية التحتية وإعادة الإعمار.

 

غضب متكرر في المخيمات

في السنوات الأخيرة تصاعد الغضب الشعبي بشكل واضح داخل المخيمات الفلسطينية وأصبح الاحتجاج ضد الأونروا ظاهرة يومية تقريبًا.

ومن أبرز مظاهر هذا الغضب قيام بعض المتظاهرين بحرق صور المفوضة العامة للوكالة دورثي كلاوس ووضعها على حاويات النفايات كرمز لرفض السياسات التي تنتهجها الأونروا بقيادة دورثي.

اللاجئون يشتكون من ضعف الخدمات وتقليص المساعدات وتوقف برنامج الشؤون الاجتماعية ولكن غضبهم وصل إلى مستوى أوسع يتعلق بمشاريع إعادة الإعمار المتعثرة والمستمرة منذ سنوات.

 

إخفاقات الأونروا في إعادة الإعمار

أحد أبرز الأمثلة على إخفاقات الوكالة هو مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمال لبنان، الذي دُمر عام 2007، وما زال اللاجئون يعيشون فيه ظروفًا صعبة بعد أكثر من 15 عامًا. مشاريع إعادة الإعمار في المخيم متأخرة والبنية التحتية متدهورة فيما الأهالي ينتظرون تحركا من الوكالة المسؤولة عن غوثهم، ولكن دون نتيجة.

المخيمات الفلسطينية الأخرى تعاني أيضاً، وآخر المآسي كان في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في العاصمة اللبنانية بيروت، فقد أخلت عشرات العائلات بيوتها منذ أيام خوفا من انهيار المبنى الذي يقطنون داخله والتي تجاهلت الأونروا المطالبات المتكررة لإعاد ترميمخ.

ضعف الصيانة وتأخر المشاريع وغياب الاستجابة الكاملة لاحتياجات السكان اليومية جعلت الحياة في المخيمات الفلسطينية أكثر صعوبة وزادت من شعور اللاجئين بالإحباط تجاه الوكالة.

الواقع في المخيمات صار صادمًا: مدارس تعاني اكتظاظاً في الصفوف، وفصل تعسفي للأساتذة بتهمة انتمائهم الوطني، ومراكز صحية بالكاد تقدم خدماتها بينما مشاريع الإعمار الأساسية تتأخر بلا تفسير، وبالتالي يشعر اللاجئون أن الأونروا تتراجع تدريجيًا عن دورها التاريخي والإنساني وأن الوقت الذي تنتظره المجتمعات المحرومة طويل جدًا مقارنة بالوعود المتكررة.

 

التمسّك بالأونروا رغم الإحباط

يبقى اللاجئون الفلسطينيون هم البوصلة الحقيقية التي يجب أن تُقاس بها جدوى الأونروا ودورها. فالمؤسسة التي نشأت من ركام النكبة لم تُخلق لتبرير العجز بل لتحويل الألم إلى حقّ مصان والحاجة إلى خدمة حقيقية. وما يطالب به الناس اليوم ليس امتيازًا ولا فضلاً بل الحدّ الأدنى من الكرامة التي يفرضها وجودهم الإنساني قبل السياسي.

إن إصلاح الأونروا لم يعد خيارًا مؤجّلًا بالنسبة للفلسطينيين، بل ضرورة عاجلة حتى لا تتحول المخيمات إلى مرآة لعالم يتخلّى عن مسؤوليته..وبين الغضب الشعبي والواقع المتدهور يقف اللاجئون ثابتين على مطلب واحد: أن تبقى الأونروا حاضرة ولكن بحضورٍ يليق بدورها التي أنشأت له.

موضوعات ذات صلة